فوائد الدغموس وطريقة استعماله

الدغموس هو نبات طبي معروف في العديد من الثقافات العربية والتقليدية، ويستخدم منذ القدم في الطب الشعبي لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات الصحية. يتميز الدغموس بخصائصه العلاجية المتعددة التي تجعله مفيداً للصحة العامة، فضلاً عن تأثيره الإيجابي على بعض الأمراض المزمنة والحالات الالتهابية. في هذا المقال، سوف نتناول شرحاً موسعاً عن فوائد الدغموس الصحية، المركبات الفعالة فيه، الطرق التقليدية والحديثة لاستخدامه، بالإضافة إلى التحذيرات والملاحظات المرتبطة به.

تعريف الدغموس وأصله

الدغموس هو نبات عشبي ينتمي إلى الفصيلة النجمية، اسمه العلمي Calendula officinalis، ويعرف أيضاً بزهرة المريم أو القطيفة. يتميز الدغموس بأزهاره البرتقالية أو الصفراء الزاهية، وينمو في مناطق متعددة حول العالم، خصوصاً في المناطق المعتدلة. استخدم الدغموس في الطب الشعبي العربي، الأوروبي، والهندي لما له من فوائد علاجية متعددة.

التركيب الكيميائي لنبات الدغموس

يحتوي الدغموس على مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية التي تعطيه خصائصه العلاجية، ومن أبرز هذه المركبات:

• الفلونويدات: تعمل كمضادات أكسدة قوية تقلل من الضرر الناتج عن الجذور الحرة.

• الكاروتينات: تعزز صحة الجلد وتحارب الالتهابات.

• الزيوت الطيارة: تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات.

• السابونينات: تساهم في تحسين المناعة وتنشيط الدورة الدموية.

• العفص (التانينات): مضاد للالتهابات ويساعد في تقليل التورم.

• المركبات المضادة للميكروبات والفطريات: تساعد في مقاومة العدوى الجلدية.

الفوائد الصحية لنبات الدغموس

1. تحسين صحة الجلد وعلاج الجروح

يعتبر الدغموس من النباتات الأكثر شهرة في علاج مشاكل الجلد المختلفة. له تأثير مهدئ ومضاد للالتهابات، ويُستخدم في علاج الجروح، الحروق الطفيفة، القرح، والتشققات الجلدية. يحتوي على مضادات أكسدة تقلل من الأضرار الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس والملوثات البيئية، كما يحفز عملية تجديد خلايا الجلد.

2. مضاد للالتهابات ومخفف للألم

يحتوي الدغموس على مركبات تقلل من نشاط الإنزيمات المرتبطة بالالتهاب، مما يجعله فعالاً في تخفيف الألم الناتج عن التهابات المفاصل، التهاب الحلق، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي. الدراسات أظهرت أن مستخلص الدغموس يمكن أن يخفف من التورم والاحمرار في المناطق المصابة.

3. دعم الجهاز المناعي

الخصائص المضادة للبكتيريا والفيروسات في الدغموس تساعد في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة العدوى. استخدامه بانتظام، سواء على شكل شاي أو مستحلب، يساهم في تقوية الجهاز المناعي وتنشيط الخلايا المناعية.

4. تحسين صحة الجهاز الهضمي

الدغموس له تأثير ملطف على الجهاز الهضمي، حيث يساعد في تقليل الالتهابات في المعدة والأمعاء، ويُستخدم في علاج قرحة المعدة والتهابات الأمعاء. كما يساعد على تخفيف الانتفاخات والغازات وتحسين عملية الهضم.

5. خصائص مضادة للأكسدة

تُعتبر مضادات الأكسدة الموجودة في الدغموس من العوامل الأساسية التي تساهم في تأخير علامات الشيخوخة وحماية الخلايا من التلف. مضادات الأكسدة تلعب دوراً مهماً في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، السرطان، وأمراض الأعصاب.

6. تأثير مهدئ على الجهاز العصبي

استُخدم الدغموس في الطب الشعبي كمهدئ طبيعي يقلل من التوتر والقلق، ويُساعد في تحسين نوعية النوم. المركبات الفعالة فيه تساهم في تحقيق توازن الجهاز العصبي وتقليل الأعراض المصاحبة للضغوط النفسية.

طرق استعمال الدغموس

يمكن استخدام الدغموس بطرق متعددة حسب الحالة الصحية المراد علاجها، سواء على شكل خارجي أو داخلي:

1. استخدام الدغموس موضعياً

• تحضير مرهم الدغموس: يُغلى أزهار الدغموس في زيت نباتي مثل زيت الزيتون لمدة طويلة على نار هادئة، ثم يُصفى ويوضع في عبوات زجاجية. يستخدم هذا المرهم لتدليك المناطق المصابة بالجروح، الحروق، أو الالتهابات الجلدية.

• مغاطس مائية: تُضاف أزهار الدغموس المجففة إلى ماء دافئ، ويُستخدم المنقوع للاستحمام أو غسل المناطق الجلدية المتضررة لتخفيف الالتهاب والاحمرار.

• مستحضرات تجميل طبيعية: يُضاف الدغموس إلى الكريمات والمراهم التي تعالج حب الشباب، الأكزيما، أو الجلد الجاف.

2. استخدام الدغموس داخلياً

• شاي الدغموس: يُغلى ملعقة صغيرة من أزهار الدغموس المجففة في كوب ماء مغلي لمدة 10 دقائق، ثم يُصفى ويُشرب دافئاً. يستخدم الشاي لتحسين الهضم، تهدئة الأعصاب، وتقوية المناعة.

• مستخلصات الدغموس: يتم تناولها على شكل كبسولات أو قطرات، وهي متوفرة في الأسواق الطبيعية، وتستخدم بجرعات محددة لعلاج بعض الحالات الالتهابية والمعدية.

جدول يوضح فوائد الدغموس واستخداماته

الاحتياطات والتحذيرات عند استخدام الدغموس

رغم الفوائد المتعددة لنبات الدغموس، إلا أن هناك بعض التحذيرات التي يجب أخذها بعين الاعتبار:

• الحساسية: بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية جلدية تجاه الدغموس، لذا يجب إجراء اختبار بسيط على منطقة صغيرة من الجلد قبل الاستخدام الواسع.

• الحمل والرضاعة: يُفضل استشارة الطبيب قبل تناول الدغموس أو استخدامه أثناء الحمل أو الرضاعة، لأن تأثيره على هذه الحالات لم يُدرس بشكل كافٍ.

• التداخل الدوائي: قد يتداخل الدغموس مع بعض الأدوية، خاصة مضادات التخثر ومضادات الالتهاب، لذا يجب مراجعة الطبيب في حال تناول أدوية معينة.

• الجرعة: الالتزام بالجرعات الموصى بها من الشاي أو المستخلصات لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوبة مثل اضطرابات المعدة أو الطفح الجلدي.

الخلاصة

الدغموس يعد من النباتات الطبية الغنية بالخصائص العلاجية التي تؤهلها لتكون جزءاً مهماً من الطب التكميلي والبديل. فوائده متعددة تشمل تحسين صحة الجلد، تخفيف الالتهابات، دعم الجهاز المناعي، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي. يتم استخدامه بطرق مختلفة تناسب الحالات المختلفة، سواء موضعياً أو داخلياً، مع ضرورة الالتزام بالجرعات والتعليمات الخاصة بكل حالة. مع تقدم البحث العلمي، بدأت خصائص الدغموس تُدرس بشكل أدق لإثبات فعاليته وضمان سلامة استخدامه.

المصادر

1. Bone, K., & Mills, S. (2013). Principles and Practice of Phytotherapy: Modern Herbal Medicine. Elsevier Health Sciences.

2. Preethi, K.C., Kuttan, G., & Kuttan, R. (2009). “Anti-inflammatory activity of flower extract of Calendula officinalis Linn.” Journal of Ethnopharmacology, 112(3), 343-347.